سوق العمل والاوضاع عند العرب في القدس الشرقية في ظل الحرب على غزة (حرب "السيوف الحديدية"): صورة الوضع وتوصيات السياسة
الصفحة الرئيسية سوق العمل والاوضاع عند العرب في القدس الشرقية في ظل الحرب على غزة (حرب "السيوف الحديدية"): صورة الوضع وتوصيات السياسة
بعد مرور ثلاثة أسابيع على اندلاع حرب السيوف الحديدية (التي بدأت يوم السبت 7 أكتوبر 2023)، يبدو أن الوضع في القدس الشرقية هادئ نسبيا مقارنة بالجبهات الأخرى في الجنوب والشمال وحتى الضفة الغربية. ومع ذلك، وكما أظهرنا في الوثيقة السياسة السابقة، فإن هذه الصورة تخفي مشاكل خطيرة تغلي تحت السطح، وهناك بعض المشاكل الأساسية التي تفاقمت خلال الحرب وظهور بعض الصعوبات التي نشأت خلال حالة الطوارئ.
دكتور أمنون رامون، دكتور ماريك شتيرن
2 نوفمبر 2023
مقدمة
عقد معهد القدس لبحث السياسات بالتعاون مع صندوق ناومان لتعزيز الحريات، يوم الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر 2023، اجتماعاً عبر الإنترنت (عبر منصة الزووم). وتناول اللقاء المشاكل التي شهدتها مجالات الاقتصاد والتشغيل في القدس الشرقية خلال الحرب وفي فترة الطوارئ. وتؤثر هذه الصعوبات سلبا على قدرة العديد من العائلات في القدس الشرقية على الكسب وتوفير احتياجاتهم خلال فترة الطوارئ الحالية ويمتد هذا التأثير ايضا على اداء اماكن العمل في غرب المدينة .علاوة على ذلك، من المتوقع أن تؤدي حالة البطالة المستمرة والعمالة الناقصة في القدس الشرقية إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية مع مرور الوقت، وقد ينعكس ذلك على زيادة اعمال العنف والإرهاب في شرق المدينة.
ملخص وتوصيات أولية
أ. قضية المعابر
يبدو أن مسألة المعابر لا تزال بعيدة عن الحل الصحيح. ان هذه المشكلة تجعل دخول العمال الذين يحملون إقامة إسرائيلية (بطاقة الهوية الزرقاء) إلى أماكن العمل داخل المدينة صعبا جدا. وتبعا لذلك تتشكل ازدحامات مرورية طويلة كل صباح عند مدخل معبر قلنديا، ويستمر الانتظار هناك من ساعتين إلى ثلاث ساعات وأحيانًا أكثر. وتظهر مشاكل مماثلة أيضًا عند المعبر المؤدي إلى مخيم شعفاط، حيث لا يوجد سوى مسار واحد أو مسارين مفتوحين لمرور المركبات. تقديراتنا هي أن ما بين 10,000 إلى 15,000 عامل عربي يعيشون في الأحياء الواقعة خارج الجدار لا يستطيعون الوصول إلى عملهم في هذه الأيام، أو انهم يصلون متأخرين. كما توجد صعوبات مماثلة في وصول الطلاب والمعلمين من هذه الأحياء إلى المدارس الموجودة داخل المدينة. ونوصي بفتح الطرق وتخصيص الموارد التي تسمح بالحركة بأسرع ما يمكن. نقترح ايضا النظر في تشكيل قوة عمل خاصة من كافة الهيئات الأمنية والمدنية التي لها علاقة بتشغيل المعابر، والتي ستشكل مساعدة كبيرة سواء في معبر قلنديا أو في معبر مخيم شعفاط. ومن المهم أن يتم توصيل المعلومات حول إغلاق وفتح المعابر بطريقة رسمية وشفافة وموثوقة إلى سكان القدس الشرقية من قبل السلطات المختلفة – ربما من خلال تطبيق مخصص.
ب. الأمن الشخصي
إن الحفاظ على الشعور بالأمن لدى سكان القدس الشرقية والحفاظ على قدرتهم على الوصول بأمان إلى مكان العمل والعودة منه بأمان – شرط ضروري للحفاظ على السلام الأمني والحياة الاقتصادية في المدينة. وينبغي لهذا الفهم أن يوجه أنشطة الشرطة أيضًا – وخاصة – خلال فترة الطوارئ. بل من الممكن التفكير في القيام بحملة شعبية “ذكية” تتناول هذه القضية الحساسة وتؤكد على دور سكان القدس الشرقية في مجالات العمل الحيوية مثل النظام الصحي والمستشفيات في غرب المدينة. ونقترح أيضًا البحث عن طرق لضمان الوصول المنتظم لعمال القدس الشرقية إلى أماكن العمل في غرب المدينة، وخاصة إلى أماكن العمل الحيوية. من الممكن النظر في اتخاذ إجراءات مماثلة لتلك التي تم اتخاذها في مستشفى شعاري تسيديك (إصدار تصاريح خاصة للموظفين الذين يمرون بالمعابر، السماح للموظفين بالبقاء (النوم) في المستشفى، وما إلى ذلك).
ج. وسائل النقل العام
من المهم للغاية تشغيل وسائل النقل العام في القدس الشرقية حتى خلال فترة الطوارئ لتمكين السكان من الوصول إلى أماكن العمل والمدارس. ويبدو أنه ينبغي النظر في مشاركة أكبر لممثلي “المخطط العام للمواصلات” ووزارة النقل فيما يحدث في وسائل النقل العام في شرقي المدينة وفي التأثير على شركات الحافلات لتقديم خدمة أفضل. على المدى الطويل، ينبغي النظر أيضًا في تغيير أسلوب التمويل لبعض شركات النقل في القدس الشرقية وضمان تردد أعلى لخطوط الحافلات، بما في ذلك في ساعات ما بعد الظهر والمساء من أجل ضمان عودة العمال من أماكن عملهم إلى منازلهم عبر وسائل النقل العام.
د. حقوق العمال واستنفاد الحقوق
من أجل ضمان الحفاظ على حقوق العمال، من المهم أن تستمر دائرة التشغيل والتأمين الوطني وسلطة السكان (في وزارة الداخلية) في العمل في القدس الشرقية حتى خلال فترة الطوارئ من خلال الخدمات عبر الإنترنت إلى جانب الخدمات الوجاهية – بقدر الإمكان. كما نقترح تشغيل “خط ساخن” باللغة العربية لمساعدة الموظفين ولغرض الاتصال بالمسائل المتعلقة باستنفاد الحقوق. وقد سبق أن اتخذت منظمات المجتمع المدني مثل هذه المبادرات في الماضي، ويمكن للهيئات المؤسسية (الحكومية) الاستفادة منها.
ه. تخفيف حدة التوتر في مكان العمل
واتضح في الاجتماع أنه في أماكن العمل الكبيرة يتم بذل جهد متعمد وواعي لتخفيف التوترات بطرق مختلفة, ، وأحيانًا بوسائل طورتها هيئات مختلفة مثل مركز “أكورد” في الجامعة العبرية. ونقترح محاولة التصرف بطرق مماثلة أيضًا في المنظمات الصغيرة والمتوسطة، بمساعدة البلدية وهيئات أخرى.نوصي أيضًا بعقد مؤتمر كبير لأصحاب المصالح في القدس، والذي سيتناول إدارة التوتر في أماكن العمل المختلطة. يجب أن تتناول الرسالة الرئيسية الدور والمكانة المركزية لعمال القدس الشرقية في سوق العمل ومساهمتهم الكبيرة في الاقتصاد المدني الشامل.