للبقاء على اطلاع

    Close
    مائدة مستديرة: آثار الكورونا على القدس

    قام معهد القدس بإدارة نقاش حول اثار الكورونا على مدينة القدس. وتم من خلاله عرض الأدلة على التغيرات الحضرية التي تراكمت حتى الآن وأهميتها, وتم الكشف أيضاً عن تصورات المهنيين حول الآثار التي ستبقى في المدينة على المدى الطويل وتلك التي ستختفي بعد الكورونا.  وقد شارك في هذا النقاش (الذي تم بشكل رقميًا) – لأول مرة منذ شهور – مجموعة متنوعة من مسؤولي البلدية  والمحافظات  الذين يديرون أزمة الكورونا منذ اندلاعها.

    تأثيرات كورونا – قضايا رئيسية للمناقشة:

    1. ما هي التأثيرات طويلة المدى لوباء الكورونا؟  وما هي أنماط السلوك التي سيتركها وراءه؟
    2. هل ستخضع مركز المدينة ومراكز التشغيل والمراكز التجارية بعد الكورونا لتغييرات (مغادرة المكاتب وإغلاق المصالح التجارية وتغيير أنماط الاستهلاك) وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن الاستعداد لذلك؟
    3. كيف يمكن أن تؤدي الكورونا إلى تحقيق الإمكانات الكامنة في حياة الحي وكيف يمكن تعزيز ذلك؟ (توسيع نظام الخدمات المحلية في الحي، ومساحات العمل المشتركة فيه، ومواصلات التنقل الصغيرة والمزيد.)

    ما كان لن يكون مستقبلاً

    قام  ليئور شيلات -مدير عام معهد القدس- بإدارة المناقشة، وحسب قوله: “قمنا بهذه المناقشة ونحن لا نعلم إلى متى سيستمر روتين الكورونا، لكننا نشعر أن بعض الآثار التي عشناها في الأشهر الأخيرة ستستمر معنا حتى بعد ذلك”.

    قدمت الزميلة الباحثة فاليري براخيا لمحة عامة عن تأثيرات الكورونا والقضايا من جميع أنحاء العالم ومن إسرائيل. وتشارك براخيا في تأليف دراسة مقارنة دولية حول تأثير الكورونا على المدن حول العالم

    ورقة بحثية كخلفية للنقاش 

    العرض

    “كنا في اتجاه جيد قبل الكورونا”

    وشاهدنا , حسب براخيا، في الفترة ما قبل الكورونا، الزخم للتجديد الحضري، والزيادة في النشاط التجاري، وانتقال الشباب إلى مركز المدينة واتجاهات الترويج الحضري الى جانب اوجه الاستدامة وتوفير الموارد والكفاءة.

     تسبب فيروس الكورونا في انخفاض بنحو %80 في استخدام المواصلات العامة في أماكن مختلفة من العالم، وانخفاض في استئجار المكاتب بالإضافة إلى إغلاق الأعمال.  وكنا متأكدين خلال الأشهر الأولى أن وباء الكورونا سيختفي، وسيعود الوضع إلى طبيعته قريبًا، لكن الآن لا يبدو أن هذا هو الحال. وأحد  الأسباب لذلك هي قفزة الأدوات الرقمية إلى الأمام: ومع اننا شاهدنا الأدوات الرقمية من قبل، إلا أنه قد طرأ عليها تقدم هائل وملموس، لن يعود العالم الى الوراء وستتغير أيضًا أنماط الاستهلاك بشكل ملحوظ. 

    التغيير الأهم في المدينة: أنماط التشغيل

    وفقا لما عرضته براخيا, كانت هناك دول رائدة فيما يتعلق بالعمل من البيت – مثل هولاندا، اما إسرائيل لم تكن بينها. خلال عام 2018 كان في إسرائيل %3 من القوة العاملة يعملون من البيت والآن ارتفعت نسبتهم في آن واحد الى %50.  وحسب تقدير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ال OECD فأنه حتى بعد الوباء سيكون حوالي %30 من العمل من المنزل.  بمعنى انه تم كسر عقود من الاتجاهات والترددات – سواء من قبل العمال او من قبل ارباب العمل.

    الآثار المحتملة للعصر الرقمي على المدينة

     أنماط الاستهلاك الرقمي كانت قائمة من قبل، واليوم يؤثر فيروس الكورونا على هذا المجال بشكل ملحوظ:

    آثار سلبية

    قد تظهر الآثار السلبية في مراكز المدن بوجه خاص –  بالانخفاض في التسوق في الشوارع، تقلص القوة الشرائية، وانخفاض الطلب على المكاتب. وإذا ما تحققت الانعكاسات السلبية، فبماذا ستستخدم المكاتب والمساحات التجارية الشاغرة؟ 

    نحن لا نعلم: هل تؤثر الكورونا على اتخاذ القرارات فيما يخص  اختيار مكان الإقامة؟ إذا كانت الفرضية هي أن الناس يعملون من المنزل، فإنهم سيرغبون في العمل في مكان واسع له حديقة. وإذا كان الأمر كذلك، فلن يضطر الأشخاص ذوي الدخل المالي العالي إلى الذهاب الى مكان العمل في المدينة – وسيصبحون بالفعل رحلًا رقميًا (Digital nomads). بالواقع، ربما يرغب معظم الناس في القدوم إلى المكتب على الأقل من حين لآخر. يشهد العالم التقدم الى نموذج مختلط (هجين) من العمل حيث ان يتم من المنزل او في المكتب بشكل جزئي. وماذا سيحصل في إسرائيل؟ لا نعرف حتى الآن ما هي الآثار على التوجه نحو الضواحي; قامت مديرية التخطيط بعمل رائع  لما قامت باستخدام الوحدة السكنية الحضرية  لغرض العمل من المنزل.

    آثار إيجابية

    كما ذكرنا لا نعرف كيف ستؤثر الكورونا على القرارات المتعلقة باختيار مكان السكن. وتكمن هنا الفرصة للنظر للحي على أنه  ليس  مجرد مكان للعيش  فقط، وإنما كمكان نقوم فيه بجميع الأنشطة – التشغيل والترفيه، المساحات العامة، الثقافة، والخدمات. وبذلك فمن المكن أن تشتمل الآثار الإيجابية على تقوية الحي – حوانيت محلية، أماكن للعمل ، الطلاب الذين يمكثون في منطقة سكنهم (مع ان لمثل هذا التحول تداعيات صعبة على القدس). لا للفصل بين استخدام الأراضي ولكن تعزيزها. وهكذا سننتقل إلى نموذج تم اعتماده بالفعل في مدن العالم – وهو نموذج ال 15 دقيقة – بمعنى انه يجب أن يكون كل شيء قريبًا من المنزل سيرًا على الأقدام او على الدراجة. وتبنت مدينة باريس هذا النموذج وظلت تتبعه خلال السنوات القليلة الماضية.

    مناقشة مفتوحة وردود

    وضع التشغيل والاعمال في القدس

     وفقًا لما عرضه أمير حكيميان، مدير قسم تعزيز الأعمال التجارية في القدس، لا شك أن هناك العديد من التهديدات لقطاع الأعمال في المدينة اليوم.  ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من الفرص. يجب أن نفهم أننا نشهد رسمًا بيانيًا ليس شكله V بل W: نحن نشهد تقلبات، وإعادة التأهيل ستكون بطيئةً، ولكنها ستحدث.

    قسم تعزيز الأعمال التجارية: ثلاث مسارات للتركيز على عملية إعادة تأهيل الأعمال

    1.  دعم الأعمال في مركز المدينة: مركز المدينة هو المقياس للقدس. حاليًا يقع سوق محاني يهودا في حالة من المعانة، لكن نتوقع الشفاء العاجل. وفي مركز المدينة – من باب الخليل والى المحطة المركزية – يخشى القسم من التدهور مثل كرة الثلج في العقارات المهجورة. حاليًا، تبلغ نسبة العقارات المهجورة في مركز المدينة %6.5، وهذا رقم ليس مرتفعًا جدًا ومع ذلك، يدرك القسم أن الشوارع الصغيرة تقع في خطر متزايد: في الشوارع حفصيلت, شلومو تسيون هملكا , الهستدروت ومثيلتها تبلغ نسبة العقارات المهجورة من المصالح التجارية %10. ويسعى القسم الى منع التدهورالناتج  عن التخلي عن الأعمال، والذي سيكون من الصعب التعامل معه. من الأدوات التي روج لها في ضوء ذلك، تطبيق المبادرة التي  عرضها مخطط منطقة حي مركز المدينة  تمير منصور كرمل – مبادرة ‘الشوارع المخصصة للمشاة’ – مبادرة بموجبها وضعت السلطة طاولات في المساحات العامة وروجت شراء المواد الغذائية من المصالح التجارية في المنطقة من حيث الاعتقاد انه عندما  يدور هناك حديث عن تدخل السلطة في شوارع وسط المدينة ، سيكون بمثابة تعزيز نفسي لوعي الأشخاص سماحا لهم بالخروج إلى الشوارع والقيام بالتسوق، كذلك من المهم تعزيز الفعاليات الثقافية الموجهة للأعمال, ولا يعنى بالفعاليات  مثل FRONT STAGE التي تقام من اجلها حواجز طرق في جميع أنحاء المدينة وتجلب الناس إلى المدينة يوم الجمعة في الساعة 3 بعد الظهر عندما تكون مصالح الأعمال مغلقة ، ولكن فعاليات ثقافية أسبوعية  تقام في الشوارع المخصصة للمشاة وتمتزج بشكل أفضل مع الأعمال.
    2.  تقديم الخدمات للأعمال التي تفعّل من المنزل: لم تكن معظم هذه الاعمال الصغيرة في السابق على رادار البلدية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم استلام ضرائب الارنونا التجارية منها.  واليوم ينظرإليهم على أنهم  سيتمكنون في المستقبل من الخروج إلى مساحات العمل في الحي، ومع نموهم سوف يستخدمون أيضًا مكاتب كبيرة وما إلى ذلك. وتدرك البلدية أنه يجب خلق قيم حضرية ملائمة للسكان الذين يعملون اليوم من المنزل، وكذلك للتعامل مع خطر انتشار الضواحي المذكور أعلاه – إذا لم تتوصل المدينة لإلية خلق القيم الملائمة لأصحاب الأعمال، سيغادر أصحابها المدينة أو لن يكون لديهم أي التزام بالعيش في مدينة معينة.
    3. المطاعم والمقاهي: دخل قطاع المطاعم عهد الكورونا وهي مصاب بالرضوض , من جهة شهدت القدس ازدهارًا في مجال الطهي والمطاعم ومن جهة أخرى هذه الاعمال تستند  أساساً على التدفق النقدي الراهن +30 وقد واجهت أزمة طويلة لم تكن مستعدة لها على الإطلاق, ومع ذلك، المطاعم والمقاهي هي من النقط  الرئيسة المهمة للتجول في المدينة، والمفتاح لعودة الحياة الى مركز المدينة.

    الاستعداد لعهد الاعمال الرقمي أصبح خطةً طوارئ فوريةً.

    أشار حكيميان إنه قبل ظهور الكورونا، كان يعتبر أن مركز المدينة ضعيفًا بسبب المنافسة مع الرقمية, وان هناك مدة 5 الى 10 سنوات من العمل لترويج نموذج هجين الذي يعتمد في نفس الوقت على نشاط الاعمال المادية والرقمية.  وبهذا المعنى تم تطوير المبادئ التي من حيثها يجب على البلدية أن تتدخل في النشاط من أجل الحفاظ على مشاركة السكان في مركز المدينة، وهي تستعمل أدوات مختلفة مثل القيام بالعروض في الشوارع والتصوير والمسابقات على الشبكات الاجتماعية والمزيد.

    وظهرت الكورونا وخلقت حاجة لخطة ولاستجابة فورية: فخلال 24 ساعة قام القسم بإطلاق خطة لإنشاء مواقع تجارية الكتر رونية للأعمال , وتوقع القسم ان المئات من الاعمال ستستعمل المواقع لكن بالفعل كانت 8 منها فحسب , فاُعتبر هذا فشلا ومع ذلك اُدرك ان الأعمال لم تكن جاهزة وناضجة للعمل على النموذج الرقمي – بحيث لم يكف ان يُبنى الموقع, لان يجب ان يكون له هدف وتحتاج الاعمال الى معرفة كيفية البيع : بما فيها تصوير البضائع , وتوثيقها والتفكير في امدادها وشحنها وارسالها. وتم الآن تغيير البرنامج ويقوم القسم ببناء مواقع إلكترونية للأعمال مصحوبًا ببرنامج طلابي الهندسة والإدارة. هناك أيضًا تغيير كبير في ارتباط النشاط التجاري في القدس الشرقية بهذا الانتقال. يذكر ان في بداية الكورونا، تجنبت هذه الاعمال إنشاء مواقع تجارية بسبب الحاجة إلى الاتصال بمحطات الائتمان وكان أصحاب الاعمال معتادين على ممارسة الأعمال التجارية نقدًا فقط. , ومع ذلك فاليوم معظم الاعمال التي تتعاون مع القسم هي من شرقي القدس.

    لم تتضرر صناعات التكنولوجيا –الهايتك-  والتكنولوجيا الحيوية في القدس

    وذكر ايصيك عوزر – مدير تطوير الاعمال في هيئة تنمية وتطوير القدس انه تم اغلاق بعض من شركات التكنولوجية الفائقة, لكن هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، في مجال كانت فيه قبل الأزمة حاجة ماسّة للعمال بحيث كنا في المرتبة الثانية بعد وادي السيليكون من ناحية الرواتب. شهدنا خلال الربع الثالث من عام 2020 ارتفاعًا متكررا في الرواتب في صناعة التكنولوجيا الفائقة , وفي مجال التكنولوجية الحيوية نشهد زيادة في المنح البحثية والاستثمارات الحكومية، وهناك إمكانية لزيادة حصتها في السوق. كما هناك أمثلة لبعض من الشركات التي جندت عشرات من العمال الى رتبها خلال فترة الكورونا
     

    الابتكار ككلمة رمزية لاختفاء وظائف المستقبل – والحاجة لتوفير الثقافة الأكاديمية لسكان القدس

    تحدث عوزر عن استثمارات ضخمة للغاية في العالم في مجال “الابتكار” من جهة البنوك وشركات التأمين وشركات التكنولوجيا، ويبدو ان هذا امرًا مرحبًا به – لكنه سيؤدي إلى انخفاض كبير في توظيف العمال في مجالات الخدمات شبه التكنولوجية. وحسب اعتبار عوزر سنشهد في غضون 5 – 10 سنوات إخفاء الوظائف من العالم والاستثمار في التكنولوجيا سيؤدي الى خروج العديد من الناس من سوق العمل. ولن تدوم الوظائف الصغيرة ومن المهم الانتباه إلى ذلك، خاصة في مجتمع اليهود الحريديم. 

    وسيختفي أيضًا من العالم موضوع ال bootcamp – – مخيمات التدريب – التدريب التكنولوجي الذي يمتد لفترة ثلاث او أربع أشهر. وبحيث ان سوق العمل في إسرائيل مكلف للغاية، سنكون أول مكان تختفي منه.  سنتعامل مع هذا الموضوع في العقود القادمة , يجب ان نشجع وندفع مجتمع السكان الحريديم الكبير في القدس للوصول إلى الأوساط الأكاديمية.

    المجالات التي قد تتطور: صناعة الأدوية والتصميم التكنولوجي

    يتوقع عوزر أنه قريبًا ستظهر العديد من الأفكار من الأوساط الأكاديمية وتنتقل إلى قطاع الأعمال، في مجالين رئيسيين: الأدوية والتصميم التكنولوجي (الألعاب gaming / تطوير المنتجات على أساس التصميم) ويرجع ذلك إلى تركيبات عمل مختلفة لأكاديمية بتسلئيل (في مجال التصميم) والجامعة العبرية (في مجال التكنولوجيا).

    ليس هناك هجراً حاداً للمكاتب في القدس

    وفقًا لعوزر، في فحص أكبر خمسة ملاك العقارات في القدس – لا نشهد هجر ًا حادًا للمكاتب في القدس (حتى %2 من المكاتب) ونسبة الإشغال مرتفعة للغاية، وهي تزيد عن %90. بينما يعاني مجال التجارة من الهجر في مجال المكاتب نسبة الهجر ضئيلة للغاية. أكبر مستأجر في القدس هو القطاع العام، ولا يظهر فيه تغيير. هذا بالمقارنة مع هجر حوالي %20 من المكاتب في تل أبيب. فمن الممكن انه هذا يرجع الى الاختلاف في نوع المكاتب الموجودة في المدينة. هناك في صناعة التكنولوجيا الفائقة أشياء صلبة يصعب نقلها إلى العمل من المنزل، على العكس من شركات المحاماة والمحاسبين. واستثمرتا الشركتان:  Mobileye وLightricks   في أنظومنة الاختبار الذاتي لإعادة الموظفين إلى المكتب لمدة 3-4 أيام على الأقل في الأسبوع. 

    وقال عوزر ايضًا انه لا يظهر انخفاض في الطلب المستقبلية للمكاتب التي سيتم بناءها حاليا في هار حوتسفيم

    الارتفاع في نسبة العمل من المنزل – اخبار جيدة لمنع الازدحام في الطرق

    أشار اودي هورويتز مخطط المواصلات في فريق الخطة الرئيسية للمواصلات,  أن للارتفاع في نسبة العمل من المنزل له آثار إيجابية على مشكلة ازدحام الطرق.  أحد الاستخدامات التي تم تخفيضها بشكل كبير هو السفر لأغراض الاجتماعات، وهذا امر ايجابي مرحب به. واضاف هورويتز إنه قبل الكورونا مباشرة تم اكمال بناء خمس غرف للاجتماعات ضمن الخطة الرئيسية للمواصلات، واقترح أنه في المستقبل سيكون معقولا ومتوازنا انه سيتم عقد كل ثالث اجتماع ماديا. أكد هورويتز كذلك على أن أصغر وأهم من وسائل الانتقال في المدينة هو المشي.

    ومع ذلك، أشار هورويتز إلى عاملين يجعلان تخطيط المواصلات وتعزيز استخدام وسائل المواصلات العامة للمستقبل امرا صعبا وهما:

    1. خلال عهد الكورونا اشترى الناس سيارات– وبعض من مستخدمي وسائل المواصلات العامة قد ضاعوا
    2. تخطيط المواصلات يرتبط ويعتمد على البيانات، إذا لم تكن هناك أنشطة على الأرض فسيكون من الصعب جدًا جمع البيانات الخاصة وما هي السلوكيات الحالية التي ستبقى مع مرور الوقت.

    سيصبح تعزيز البنية التحتية للمواصلات امرا سهلا نسبيا

    وقال هورويتز إنه قد تم أخيرا نشر إحدى من المناقصات للحافلات، التي كانت عالقة منذ سنوات، باستثناء ذلك، تم تسريع العمل في البنية التحتية للمواصلات في القدس في الأشهر الأخيرة:

    لم أنام في الليالي بسبب التخطيط لتوجيه حركة المرور لممر واحد في مفترق بات ,  اما الآن بسبب الكورونا تسير الحركة بسلاسة تقريبًا,  بحيث ان بعض الأمور المتعلقة بشبكة المواصلات في القدس كان من المفترض أن تكون مؤلمة للغاية – لكن لم يسمع بها الجمهور على الإطلاق ونحن نشهد تطورات سريعة.

    لن تسمح القدس لنفسها بالتخلي عن مركز المدينة 

    وقالت دانا بورشتين – مديرة قسم مركز المدينة في شركة عيدن,  ان القدس هي مدينة منفصلة جدًا طوبوغرافيًا ولكن مركزها هو المكان الوحيد الذي يعقد فيه اتصال أصيل وحيوي للمجتمعات المختلفة في المدينة.  إن تقوية الأحياء هو أمرا صحيحا ومهما – لكن ليس على حساب مركز المدينة. كان مركز المدينة في السابق ضعيفاً، لكن قد أعيد تأهيله: بحيث انه بعد نقاشات عديدة تم اخذ القرار بعبور القطار الخفيف في شارع يافا، ورغم الانتقادات لهذه الخطوة إلا أنها كانت ناجحة للغاية نظرًا للنجاح في إتاحة الوصول إلى الأماكن العامة في مركز المدينة وإنشاء مساحة عامة جيدة: “من حيث اندماج حركة مرور الدراجات حيثما أمكن الامر ، وتحويل مركز المدينة إلى منطقة مخصصة للمشاة. 

    قلة الحيلة مقابل الراحة – وأهمية الآخر بالنسبة للإنسان

    أشارت بورشتين إلى أن الثقافة ليست ترفيهًا ولا يمكن استهلاكها عبر الإنترنت. طلب مهندس المدينة من فريق مهندس المدينة فحص موضوع اتاحة الثقافة إلى الأحياء، ويقوم به الفريق اليوم. وأضاف تمير منصور كرمل , مخطط حي مركز المدينة إن الإنسان هو مخلوق اجتماعي – ولا يمكن تلبية احتياجاتنا الاجتماعية عن طريق “الزوم “. كما أوضح دان كينان، نائب مخطط المحافظة للمشاريع القومية، على نحو مماثل بأن البشرية لم تصل بعد إلى القفزة التطورية التي تجعل الآخرين زائدين عن الحاجة.

    واقترح منصور كرمل بفصل تأثيرات الكورونا التي تؤدي إلى ان الآن يتم اجراء الأمور بسبب عدم وجود الخيار – مقابل ما تم فعله بسبب عدم وجود الخيار وتبين أنه أكثر راحة:

    يعود الناس إلى الحياة العادية سريعا – ستعود وسائل المواصلات العامة، وستعود السياحة، وسيعود الناس إلى المطاعم، وكذلك إلى المساكن – لن يقرر الناس بالانتقال إلى القرى. شهد العالم قبل 100 عام وباءا ولم يظهر أي ضرر في المدينة، والانتشار الى الضواحي بدأ بعد 30 عامًا. فالتسوق عبر الإنترنت والعمل عن بعد سيبقيان معنا – لمدة طويلة. وسيؤثران بشكل كبير على مراكز المدن, ولذلك يجب ان ينتقلون الناس اليه, بحيث يسعى الناس الى التجربة والحياة ضمن المجتمعات. ربما سيذهب عدد أقل من الناس إلى السوبر ماركت ولكنهم سيستمرون في الذهاب إلى السوق ومصالح البقالة في الحي حيث يعرفهم البائع. يجب ان تتحول الاعمال والشركات إلى أماكن ذات خبرة ومجتمعية يتلقون فيها الناس الاهتمام الشخصي.

    وقال كذلك ايصيك عوزر من هيئة تنمية القدس إنه يتوقع عودة قطاع المطاعم إلى ذروته – سيعود الناس للتسلي، حتى لو تباطأت السياحة لمدة العام / العامين المقبلين. وأشار كوتي جلعاد , مخطط مركز اعمال الحريديم , الى ان في الاحياء الأكثر حضرية في القدس – الاحياء الحريدية ,  لقد أثبت الحضرية بانها اقوى من كل وباء.

    “يمكن انه لا يكون هذا الامر في مصلحتنا ولكن في الصورة الشاملة سيكون امرًا إيجابيا حيث قد اثبت مرة أخرى أن المبادئ العامة للعمل الحضري الجيد فعالة: الكثافة واختلاط الاستخدامات “.

    خلط الاستخدامات في مركز المدينة

    وتعتقد بورشتين، انه يجب تخصيص المزيد من المساحات السكنية ضمن الخطط لمركز المدينة، وينبغي تنفيذ المرونة في التخطيط. وقالت ايليت كراوس , مديرة قسم التخطيط في هيئة تنمية القدس إن المناقشة برمتها تدور حول قضايا الديناميكية والتهجين، ويجب التركيز على ما يمكن تركه ديناميكيًا ضمن خرائط البناء (تاباع) للمدينة

    وعرضت بورشتين عدة من الأمثلة التي تمت من خلال مواجهة قضية الضرورة باختلاط الاستخدامات في مركز المدينة:

    • في أوائل قرن ال 2000شجعت البلدية الاستخدامات السياحية وبدا مركز المدينة , وبشكل إيجابي , يمتلئ بالعديد من بيوت الشباب (hostels) ولكن ظهور الكورونا جعل هذه البيوت فاغرة. قالت بورشتين انّ “سوق الاعمال دائمًا أذكى منّا”: وقد حاول– بيت الشباب Abraham Hostel تحويل استخدامه إلى استخدام آخر، لكنه واجه صعوبات حيث أن استخدامه مخصص للسياحة.
    • تم البحث في موضوع الإسكان مرارًا وتكرارًا ولم يتم حله أو فهمه بعد. في البداية واجهوا شقق أشباح في مركز المدينة، وبما أنها لم تكن مرغوبة، فكانت الإجابة عبارة عن شقق صغيرة والخليط من الشقق – ولكنه مع ذلك لم يتم العثور على حلٍ مرضٍ لهذه القضية حتى الآن. يجب أن نفهم أن إدخال الإسكان الى مركز المدينة لا يدفع الشركات إلى الخروج، بل على العكس. 
    • يسعى فريق من شركة عيدن حاليًا على مشروع إيجار طويل المدى على أرض بنّية (بمعنى: ارض مخصصة للمباني العامة) بالقرب من الحرم الجامعي في ساحة المنورا.

    وأشار دان كينان ان الكورونا تعزز مبادئ التخطيط التي اعتمدنا عليها في الماضي – اختلاط الاستخدامات والجبهة الناشطة. ويعتقد ان خلال “الوباء القادم” – وفي غضون خمس سنوات، ستكون هناك العديد من الجبهات الناشطة في المدينة – لأن هذا هو الاتجاه الذي يذهب إليه التخطيط وسيبقى الانتقال إلى الضواحي على الهامش , وهو لا يتوقع مثل هذا الاتجاه المهم – وستعود الأمور إلى مسارها.  

    وتحدث يوسي كلار , المدير العام لجمعية “الروح الجديدة” عن نشاط الجمعية بانها تدير وتشغل مصالح تجارية مهجورة في مركز المدينة حتى قبل الكورونا وأنها تدير مساحة العمل المشتركة ريستريت (RE-STREET) في شارع الملكة شالوم صهيون. ويعتقد كما يعتقد المتحدثون الآخرين في النقاش، أن تعزيز أحياء القدس وتعزيز توفير الخدمات للأحياء لن يجعلا مركز المدينة أضعف، بل سيوفران المزيد من الخيارات. وحتى في تل أبيب وجود العديد من الحانات والبارات في احياءها لا يؤدي الى الضعف في مركزها. لن يتمكن انتقال السوق إلى الأحياء، ولكن سيتعيّن على ساحة القطط والبارات إعطاء قيمة أكبر للزوار في المدينة.

    الديناميكية والتهجين

    توقع منصور كرمل أن التوظيف في المستقبل سيكون مختلطًا/هجينا بحيث سيرغب الناس في العمل من المنزل، ولكن أيضًا للوصول إلى المكاتب – وبالتالي فإن مهمتنا هي العثور على كيفية تعظيم الاستفادة من يوم واحد في الأسبوع في المكاتب، من أجل الحياة في الشوارع

    تحدث شلومو ليفي، المدير العام لهيئة شباب القدس، عن الأحداث المستقبلية كأحداث هجينية ومختلطة، تجمع بين الحضور المادي والرقمي. وتختلف طبيعة وسلوك الناس الذين ينتجون الأحداث ويشاركون فيها. بما انه تتم معظم الأحداث الرقمية اليوم مجانًا، ولكن من الضرورة ان يتم التفكير في جعل المستخدمين ان يدفعوا النقود مقابل الأحداث الرقمية، والاستمرار بالاستفادة من توفير محتوى للأحداث أيضًا للسكان من خارج المدينة.

    الحي – المرونة النفسية للمجتمع وازدهار التكنولوجيا الرقمية

    وأضاف موشيه أتيك، مدير لواء القدس في جمعية المراكز المجتمعية, الرؤية من ناحية المجتمع إلى المناقشة، مشيرًا مرة أخرى إلى أن الإنسان هو حيوان اجتماعي عاطفي:

    “في الأسبوع الماضي، أجرينا محادثات من خلال الكبسولات مع 30 مديرًا من المراكز الجماهيرية مصحوبة بإرشادات مهنية من قبل مجموعة مواجهة الصدمات الإسرائيلية.  لأنه منذ 9 أشهر يقع المديرون في ظروف صعبة , لهذا يجب ان نضع مرونة الإنسان النفسية في المركز.

    مركزية الحي

    وبحسب دان كينان، نائب مخطط منطقة القدس، ينبغي إعادة فتح مفهوم الاصطلاح الحي: لأننا نتميز الاحياء في القدس حسب تحديد اللافتات التي وضعتها البلدية قبل بضع سنوات. وبالفعل الحي هو بمثابة مساحة أكثر مرونة – البعض منها تتخطى الطرق الرئيسية والبعض تعتبر أحياء فرعية.

    قدم موشيه أتيك ادلة تثبت التطورات في عالم “الحي الرقمي” – الإجراءات لتعزيز المجتمع التي اتخذتها المراكز الجماهيرية في القدس وغيرها من الإجراءات التي هي البراعم لتعزيز اتجاه الحضرية داخل أحياء المدينة:  

    • قامت قناة المركز الجماهيري “حي يوفليم” – ببث العروض الحية من “بار المفليصيت”   وجذبت الآلاف من المشاهدين
    • قام بيت المجلس في حي بيت هكيرم بعقد بيع المنتجات عبر الانترنيت
    • من المتوقع ان يتم افتتاح “بار هارمون” في حي ارمون هنتسيف
    • كان من المعروف , حتى قبل الكورونا أن سكان القدس الشرقية يستخدمون الفيسبوك بكثافة وأجريت خلال فترة الكورونا احداث رقمية شاهدوها حوالي 15,000 شخصا.
    • نشهد في مجتمع الحريديم بداية ثورة رقمية: حيث تم مؤخرًا توزيع الآلاف من الحواسيب اللوحية على المجتمعات الحريدية

    ثورة رقمية في مجتمع الحريديم؟ بدائل الإنترنت

    شارك كوتي جلعاد تجربته كمخطط لمركز الأعمال الرئيسي للحر يديم في القدس, ووفقا لما قدمه,  في أيام الكورونا,  بدأت تظهر وتتطور، صناعة كاملة من البدائل لشبكة الإنترنت   

    • قام المركز الجماهيري بتطوير وسائل لتوفير الخدمة عن بعد، خاصة فيما يتعلق بالخدمة الهاتفية. على سبيل المثال، استمع عدد كبير من جمهور الحريديم عبر “الزوم ” وعلى الهاتف لمحادثة مشاركة للجمهور حول مسألة معبر القطار الخفيف في بار إيلان ، وأيضًا  شهدوا من خلال  محادثة مشاركة للجمهور مظاهرة هاتفية للمعارضين للخطة.
    • تعقد محاضرات وورش عمل عن طريق الهاتف لجمهور الحريديم
    • تم إنشاء شبكة للحي يشاركون فيها أمناء من الحي وأمناء من السكان – شبكة من الأشخاص، تسمح بإقامة الاتصال بمجتمع واسع: من ناحية ليسه ماديًا داخل المركز الجماهيري ومن ناحية أخرى ليس عبر الإنترنت أيضًا

    جرت المناقشة شكر لمبادرة من زميلة البحث فاليري براخيا وراحلي هاكوهين ، مديرة العلاقات الحكومية في معهد القدس ، وكانت بمثابة اللقطة الافتتاحية لاستمرار المزيد من البحث وجمع المعلومات حول هذا الموضوع من قبل معهد القدس.