المجتمع المدني كمحرك للمواصلات المستدامة في القدس
يقارب عدد السكان في القدس ال 885,000 ساكن. ويسافر اليها يوميا ما يقارب 79,300 راكب. وتستضيف المدينة حول مليون سائح سنويًا بمعنى حوالي 80،000 سائح شهريًا. نشهد خلال السنوات الأخيرة استثمارات كبيرة في تطوير وسائل المواصلات العامة في المدينة، عبارة عن: فتح الخط الأحمر للقطار الخفيف وفي تخطيط وتعزيز خطوط إضافية للقطار الخفيف، وافتتاح خطوط القطارات بين المدن، والسماح بركوب الحافلات من بابين، واستخدام التذاكر الذكية - "الراڤ كاڤ " وتوحيد نظام استخدامها، وإعادة كتابة العطاء لخطوط المواصلات في القدس وغيرها.
ومع ذلك، يعاني قطاع المواصلات العامة في إسرائيل من اخفاق السوق.
أدى الانخفاض المستمر في الاستثمارات في مجال وسائل المواصلات العامة إلى أنشطة مكثفة لسد الثغرات. وتشهد وزارة النقل على ذلك:" لا تزال إسرائيل متخلفة عن البلدان المتقدمة سواء في البنية التحتية أو السياسة، وما تم إنجازه كان متأخرا جدا، وتم ببطء شديد وكان ضئيلا للغاية. فنظام المواصلات العامة المتطورة والفعالة هي عنصرا أساسيا في تطوير التنقل ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دولة إسرائيل.
فنظام المواصلات العامة المتطورة سيتيح إمكانية التنقل لجميع قطاعات السكان، وسيساعد في تشكيل تنمية المدن والمناطق الحضرية في إسرائيل وسيعزز الروابط بينها، وسيربط المدن في الأطراف الخارجية بالمراكز الحضرية وسيوفر أيضا الاستجابة المناسبة لمشاكل الوصول والازدحام وتلوث الهواء والسلامة." (اقتبس من: تطوير المواصلات العامة – الخطة الاستراتيجية ", وزارة المواصلات، ديسمبر، كانون الأول 2012)
يظهر من خلال دراسة حديثة حول "جودة الحياة في القدس"، أن هناك عنصرين حادين يؤثران على جودة الحياة الحضرية لسكان المدينة وهما: النظافة في المناطق العامة والمواصلات العامة.
ان السكان القدسيين من جميع الطوائف في المدينة (من سكان شرقي القدس، والحريديم، والعلمانية والمسنين وغيرهم) يبلغون عن انخفاض وتيرة وصول الخطوط والتأخير وعن وجهات السفر المحدودة، كما لوحظت تحديات متميزة وفقًا للطائفة – مثلا عدم وجود المواصلات العامة في ايام السبت، والإحراج والفشل التشغيلي لخطوط القدس الشرقية، وصعوبة الوصول إلى العمل للنساء الحريديات اللواتي لا تقودن السيارات وغيره.
وجود خطوط نقل مريحة تعتبر احدى من أهم ثلاثة العوامل البارزة عند جميع قطاعات سكان المدينة خلال اختيارهم بشقة للسكن.
نموذج القدس، الذي تقوم به جمعية " ليختاج " Leichtag يهتم بتحقيق قدرته على المساهمة في العمل المشترك لسكان المدينة لتحسين جودة الحياة الحضرية. وهذا النموذج يجمع الناشطين الملتزمين من جميع الطوائف والاديان في المدينة وهو قادر على خلق أنشطة مهنية طويلة المدى للمجتمع المدني. سيكون منتج هذا المشروع عبارة عن وثيقة خلفية لعقد مائدة مستديرة حول تعزيز المواصلات المستدامة في القدس من خلال المجتمع المدني وسيكون الهدف النهائي هو تجديد اتجاهات العمل من قبل المجتمع المدني لتعزيز المواصلات المستدامة في القدس.