الأماكن المقدسة
طبيعة النزاعات في الأماكن المقدسة انها معقدة وتختلف من ناحية جوهرها عن النزاعات الإقليمية الأخرى, فعلى مر العقود، تبلورت هذه البصيرة بين الباحثين بحيث أن الموقع المقدس له معنى عميق وهام ويجمع بين الايمان والمشاعر القوية، والقيم "المقدسة" وتصورات الهوية الذاتية، من ثم ومن أجل حل النزاعات على الأماكن المقدسة يجب أن نكون مجهزين بالمعلومات والمعرفة المعقدة،: هذه المعرفة يجب أن تتضمن فهم الأهمية الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية للمكان المقدس بعين كل مجموعة من المجموعات المتنافسة وكذلك الادراك والإلمام بنزاعات مماثلة في أماكن أخرى من العالم.
ويؤكد الباحثون الذين درسوا الوضع في الأماكن المقدسة المشتركة لأكثر من مجموعة دينية من خلال بحثهم على المتغيرات التالية في تقييمهم للنزاع: طبيعة النزاع، سواء كان يتعلق بالحق في العبادة أو السيطرة على المكان والاحتمالات لحل النزاع، لكن معظمهم يتجاهلون فعالية الأدوات المختلفة لحل النزاع، مثلا: هل الحفاظ على الوضع الراهن قد يساعد في حل النزاع؟ او هل وجود آلية للحوار يمكن أن تساعد في منع اندلاع النزاعات أو في تسويتها إذا اندلعت؟
تهدف سلسلة منشورات معهد القدس لبحث السياسات حول الأماكن المقدسة والنزاعات الناشئة فيها إلى توسيع واضافة المعرفة حول هذا الموضوع الخاص للهيئات البحثية، وبالطبع، يتم التركيز بشكل خاص على دراسة النزاع على الحرم الشريف (جبل الهيكل) والأماكن المقدسة في القدس.
تتناول الأبحاث أربع قضايا رئيسية تتعلق بفهم النزاعات في الأماكن المقدسة:
1.التدابير التي تسهم في منع النزاعات - مثل وجود حوار بين الأطراف، والشفافية في تصرفات جميع الذين لديهم صلة بالمكان المقدس.
2. طرق التحكم في الاضرار في النزاعات - على سبيل المثال، اجراء الحوار فيما بتعلق بالتنازلات من جانب أطراف النزاع.
3. الأدوات المتوفرة لإدارة النزاع - على سبيل المثال من خلال اللجان للقيام بالحوار بين الأديان واللجان المهنية مثل لجان التخطيط والبناء، وهي بصفتها تصبح منتدى لتوضيح المشكلات من وجهة نظر احترافية.
4.الطرق لحل النزاع - مثل الاستخدام المشترك لأداء الطقوس والممارسات الدينية في المكان المقدس عن طريق تخصيص مكان منفرد لكل مجموعة او بتقسيم الأوقات بينها (مثل ما تم بين جمعية نساء حائط المبكى واليهود المحافظون التي تلقت مساحة جديدة لأداء الطقوس والممارسات الدينية في موقع جنوب ساحة حائط المبكى).