المسيحيون والمسيحية في القدس وفي دولة إسرائيل
العلاقة المعقدة بين العالم المسيحي ودولة إسرائيل
ان تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948 شكل للعالم المسيحي والكنائس تحديات لاهوتية معقدة: كيف ينبغي ان يتعاملوا مع النجاح الذي حققه الشعب اليهودي عندما اقام دولة يهودية قابلة للحياة في الأرض المقدسة بينما وفقا للمفهوم المسيحي فهو يستحق العقاب بالإبعاد والإذلال المستمر؟
فحرب الأيام الستة والأحداث المفاجئة التي تابعتها – الاحتلال الإسرائيلي لبيت لحم والقدس الشرقية، التي فيها تقع معظم الأماكن المقدسة المسيحية وأيضا كونها مقرا لرؤساء الكنائس في الأرض المقدسة، زاد من حدة المخاوف، سواء بين الكنائس والمجتمعات المسيحية المحلية والأطراف المسيحية الدولية, بحيث لأول مرة تخضع أهم الأماكن المقدسة المسيحية لسيطرة الدولة التي باعتبار معظم المسيحيين لها صلة بالدين اليهودي المهزوم، التي نشأ عنه الدين المسيحي وهو الدين المنتصر والوريث الروحي لـ "إسرائيل في الجسد".
لكن التهور التاريخي والديني لم يكن نصيب العالم المسيحي فقط بحيث ان زعماء إسرائيل، دولة الشعب اليهودي، الذي كان على مر التاريخ اقلية تعتمد على نعمة الحكام المسيحيين والمسلمين، وجدوا أنفسهم في موقف "الإمبراطور" الملتزم بالتعامل مع شؤون المجتمعات المسيحية المحلية والأماكن المقدسة والممتلكات العديدة للكنيسة، التي بقيت في أراضي الدولة الفتية.
كان معظم قادة البلاد على دراية بتأثير التهور التاريخي والديني على موقف العالم المسيحي تجاه إسرائيل ومع ذلك لم يتمكنوا من تجاهل صورة المسيحية والعالم المسيحي في عيون اليهود.
كون معظم المسيحيين في البلاد من العرب، وشك الحكومة في ولائهم قد ساهما واضافا في الطبيعة الإشكالية للعلاقات بين إسرائيل والمجتمعات المسيحية المحلية.
هذا الانعكاس والعلاقات المعقدة بين العالم المسيحي ودولة إسرائيل هي المحور الرئيسي يتناول حوله هذا المشروع البحثي.