مشروع الاستدامة الحضرية
لقد سعى مشروع الاستدامة الحضرية إلى تحديد توصيات تتعلق بالسياسات وبالسلوك لتحقيق الاستدامة من خلال تغيير نمط الحياة في المناطق الحضرية. تم الاختيار من خلال المشروع بالتركيز على المدينة انطلاقًا من الإدراك بأن هذه هي الساحة التي تحدث فيها معظم الأنشطة البشرية وطرح المشروع توصياته بالمساعدة مع فريق من كبار الخبراء في مجالات متنوعة في سلوك الإنسان. فبالفعل هذا المشروع يتابع المشروع واسع النطاق "توقعات الاستدامة 2030" الذي قاما به معهد القدس ووزارة حماية البيئة ونشرت من خلاله توصيات استراتيجية هدفها الحصول على الاستدامة.
ان نقطة الانطلاق للعمل هي الادراك باننا لا نزال بعيدين عن تحقيق الأهداف التي ستمكّن من الحفاظ على البيئة العالمية للأجيال القادمة وهذا على الرغم من مكاسب الكفاءة في عمليات الإنتاج والانتقال إلى استخدام منتجات صديقة للبيئة.
لذلك، يركز المشروع على العلوم السلوكية والعلوم الاجتماعية بدلاً من العلوم البيئية والاقتصادية التقليدية ويبحث عن حلول لتحقيق حياة مستدامة وذات جودة في السلوك الإنسانية.
استمر مشروع "الاستدامة الحضرية" لمعهد القدس لمدة ثلاث سنين ومنتجه النهائي سيكون عبارة عن مجموعة من التوصيات السياسية لتعزيز التغيير السلوكي من أجل تحقيق نمط حياة مستدام في المدن. وتم من خلال المشروع تطوير أدوات وتوصيات سياسية للسلطات المحلية التي ترغب في تعزيز الاستدامة في مناطقها.
وتناول المشروع قضايا النشاط الاجتماعي والاقتصاد التعاوني وتجديد المراكز التجارية، ويقوم بالبحث وتحديد طرق لتحويل وسائل السفر من المركبات الخاصة إلى وسائل بديلة، وكذلك البحث عن طرق لاستخدام الأماكن العامة في المدينة بكفاءة وجاذبية.
وأيضا يقترح المشروع طريقة للبحث عن طرق "ناعمة" لتغيير نمط حياة المدينة، اضافةً الى تغييرات في البنية التحتية الرئيسية.
يذكر بان احياناً يمكن أن تكون هذه التغييرات مفيدة للغاية وتؤدي الى تحسين الحياة الحضرية من خلال بذل الجهود وبتكلفة أقل من التغييرات الكبيرة وكما ذكر، استمر المشروع لمدة ثلاث سنين وتركز في السنة الاولى على كتابة الخلفية النظرية لمجلات متنوعة وواسعة، وفي السنة الثانية أجريت برامج تجريبية لدراسة الأفكار من خلال "المختبرات الحضرية" اما خلال السنة الثالثة تم إعداد توصيات السياسة للسلطات المحلية.
رافقت المشروع لجنة عامة برئاسة رعنان دينور وبمشاركة الخبراء وأصحاب المصلحة من القطاع العام وقطاع الأعمال والسلطات المحلية والأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني.
رؤية المدينة المستدامة وفقا لمشروع الاستدامة الحضرية:
تسمح المدينة المستدامة حياة سعيدة ومعيشة تلائم الجميع، داخلها وخارجها من حيث استخدام بنيتها التحتية ومواردها الطبيعية والبشرية والاجتماعية بحكمة ونزاهة وتحمل مسؤوليتها في إدارة النظم الإيكولوجية العالمية والمسؤولية عن تراثها المادي والثقافي ولصالح الأجيال المقبلة. شارك في تأليف الرؤية فريق الباحثون من خلال اجتماع عُقد في يوليو 2014.
ان المدينة التي تسعى لتحقيق الاستدامة هي المدينة التي تبذل الجهود لتحقيق هذه الرؤية، وهي تقوم بتشجيع وتوفير:
- وجود التنوع البشري والبيئي يلاءم الجميع
- البنية التحتية سهلة الوصول للجميع وتوزيع الموارد بصورة عادلة
- المرونة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية
- النشاط القيادي والمشاركة والالتزام بالاستدامة
- المشاركة والتعاون بين سكانها وجميع الأطراف المعنية - أصحاب المصالح الحكومية والإدارية والتجارية والمدنية؛
- الاستهلاك المسؤول والمستدام
- اختيار البدائل والخيارات
- ثقافة الثقة والاحترام المتبادل والإبداع والنمو والازدهار والحداثة والدعم المتبادل والمشاركة
- تطور المجتمعات وإمكانية الاتصال والارتباطات والشبكات الاجتماعية تكافؤ الفرص في مجلات: التعليم والتشغيل والخدمات والترفيه.